من هم أولو العزم من الرسل وسبب التسمية ؟ وكم يبلغ عددهم؟

الله تبارك وتعالى قد اصطفى من بين خلقه أناس لحمل الرسالة رباهم الله تعالى على عينيه منهم من أمرهم الله بتبليغ الرسالة وهم الرسالة، ومنهم من لم يُؤمر بالتبليغ ووهم الأنبياء، ولقد أتى كافة الرسل بدعوة واحدة ألا وهي توحيد الألوهية لله تعالى وحده، ولقد مثل هؤلاء النخبة الممثلة لصفوة الخلق مثالاً جلياً على تحمل المشاق والصبر وهنا سنسلط الضوء على أولو العزم منهم.

من سبب تسمية أولو العزم ؟

  • الأصل اللغوي للعزم: عقد النية للوصول لغاية وهدف وباللغة العزم أيّ القصد، ومنه يُقال رجل ذو عزم أيّ صاحب همه وصاحب غاية.
  • وأولو العزم من الرسل فُضلوا على سائر الرسل والأنبياء، ودل على هذا التفضيل قول الله تعالى عنهم في كتابه العزيز:
    ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) سورة البقرة – الآية 253.
  • لقد لاقى أولو العزم من الرسل ما لم يلقاه غيرهم من الأنبياء والرسل من الإيذاء.
  • ومن أهمّ الصفات الجلية التي نقلت عن الرسل أولو العزم قوة تحملهم وصبرهم على مواجهة المشاق والمتاعب من أجل تبليغ الدعوة.
  • وقد دل على هذا قول الله تعالى في كتابه:
    (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ) سورة الأحقاف – الآية 35.

أرجح ما قيل عن عدد أولو العزم من الرسل 

  • هناك الكثير من الأقوال التي وردت بشأن الحديث عن أولو العزم من الرسل .
  • وأرجح ما أتى بهذا الشأن أنّ أولو العزم من الرسل خمسة.
  • وهم سيد الخلق سيدنا محمد وسيدنا إبراهيم وسيّدنا نوح وسيدنا موسى وأخيراً سيّدنا عيسى عليه السلام ويدل لهذا قول الله تعالى:
    (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) سورة الأحزاب – الآية 7.

أولو العزم من الرسل

محمد صلى الله عليه وسلم

  • سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم خاتم الانبياء والمرسلين.
  • وإذا نظرنا في حياة النبي والرسول محمد سيد الخلق لوجدنا أنّ قومه قد أخرجوه من داره وهجر بلاده، وقاتلوه ولقى أصحابه أشدّ أنواع الإيذاء.
  • ولقد تتبعوه كثيراً لقتله رغماً عن معرفتهم لهم وشهرته بينهم بالصدق والأمانة.
  • ولهذا فلقد كان على رأس أولو العزم من الرسل.

نوح عليه السلام

  • سيدنا نوح عليه السلام فلقد مكث يدعو قومه ألف عام ألا خمسين يدعوهم بالحسنى للدعوة التوحيدية.
  • غير أنّ قومه أصروا وعاندوه، ولم يلتفت إليه أحداً منهم إلاّ قلة فأغرقهم الله تعالى بالطوفان.
  • باستثناء من أمنوا برسالته وركبوا السفينة التي صنعها عليه السلام .

إبراهيم عليه السلام

  • سيدنا إبراهيم خليل الرحمن فلقد تصدى لدعوته القوم وألقوه بالنار حياً والله تعالى نجاه وأمر النار أن تكون برداً وسلاماً عليه.
  • ولقد وقف أبوه بوجه دعوته.
  • كما أنّ الله تعالى قد أمره بترك ابنه إسماعيل وزوجته هاجر بأرض مكة، ولم يكن فيها شجر ولا ماء فامتثل لأمر الله تعالى فأعطاه الله نعم الجزاء على صبره.

موسى عليه السلام

  • سيّدنا موسى عليه السلام كليم الله.
  • فلقد تصدى له فرعون وطارده كثيراً للتخلص منه، ولكن الله تعالى نصره .
  • ولقد لقى موسى بطفولته أشد أنواع الابتلاء بالابتعاد عن أمه، وأخته وتربى في بيت الطاغية فرعون وصبر على تكذيب القوم له فنعم الصابرين.

عيسي عليه السلام

  • سيدنا عيسى قد طارده قومه واتهمو أمه بالزنا عند مولده.
  • ولقد طارده قومه ليقتلوه فرفعه الله تعالى إليه ونجاه منهم.
  • ولم يسلم سيدنا عيسى من نقل الباطل عنه بالقول بأنّه ابن الله وأنه روح الله.
  • وغير هذا من الأقاويل التي لم تنتهي في مولده وحتى بعد أن رفعه الله تعالى إليه فلم يزل هناك فئة ليست بالقليلة تدعي الزور والبهتان عنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى