حكم زيارة النساء للمقابر

الدين الإسلامي لم يترك صغيرة ولا كبيرة من دون توضيحها، ومن الأسئلة التي يسأل عنها العديد من الأفراد وخاصة الإناث هو ما حكم زيارة النساء للمقابر ؟ وسوف نتناول بالتفصيل الرد على هذا السؤال من منطلق الشرع الإسلامي فتابعوا معغي السطور التالية.

دفن الميّت من الشعائر الإسلامية، والمخصص لها كيفية بعينها وأغلب الأحكام الشرعية المُسلم يتردد في حكمها بين الحل والحرمة، وهذا هو الحال أيضاً بعد موت أخوه المسلم، فعلى ذوي الميت أن يجهزوه من تكفين بعد قضاء دينه، ومن ثمّ الصلاة عليه ودفنه.

حكم زيارة النساء للمقابر في المجمل

اختلف الفقهاء على المجمل في زيارة القبور للذكور والإناث فهي من المسائل الخلافية، وسوف نبيّن اختلاف العلماء في تلك المسئلة مع بيان الدليل على كلّ رأي.

أولاً: رأي الجواز
جمهور الفقهاء من المالكية والحنفية والحنابلة والشافعية أشاروا إلى أنّ زيارة القبور جائزة؛ مع اشتراط الشافعية الستر للإناث قبل الخروج من البيت لزيارة القبر، وهكذا قال أيضاً ابن حزم في رايه المعتمد عندهم.

ثانياً: رأي التحريم
أحد أقوال المالكية والحنفية والرأي الضعيف عند الشافعية، وقول من أقوال الحنابلة ورأي ابن تيمية زيارة القبور للإناث مُحرمة، واستدلوا على هذا بأنّ النبي قد لعن زوارت القبور، وفي الحديث المروي عن ابن عباس رضوان الله عليه: لعن رسول الله زائرات القبور والمتّخذات عليها المساجد والسُّرج.

ثالثاً: الحكم بالكراهية
فقهاء الحنابلة والشافعية الراجح لديهم أنّ حكم زيارة القبور للإناث ليست محرمة، وليست مباحة وإنّما هي مكروهة والسبب في هذا خوف المرأة وفزعها، هو الغالب بطباعها كما أنّ احتمالية قلة صبرها على المصيبة قد يستدعي منها فعل ما حرم الله تعالى من الصراخ، والنياح ونحوه وهذا قد يضر بها ويؤثر على صحتها وعلى قوة دينها، واستدل الشافعية على عدم تحريم زيارة النساء للقبور بحديث أنس بن مالك: أنّ الرسول صلوات الله عليه أتى على امرأة تبكي على صبيّ لها، فقال لها: اتقي الله واصبري، ولو كانت زيارتها لولدها بقبره محرمة ما حدثها عن الصبر وإنّما لحدثها على التحريم.

كما أنّ الشافعية قد استدلوا أيضاً بما روته السيدة أم المؤمنين عائشة: إنّ ربّك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم، قالت: قلت كيف أقول لهم يارسول الله؟ قال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمُستأخرين، وإنّا إن شاء الله بكم للاحقون.

ما هي شروط جواز زيارة النساء للقبور؟

الجواز هو أحد الأحكام الواردة في حكم زيارة النساء للمقابر، غير أنّ زيارة القبور للنساء لها شروط وتتمثل في:
• عدم خروجها من البيت وهي متزينة أو متعطرة مع عدم اختلاطها تماماً بالرجال وأن تكون رفيقة لأحد محارمها.
• أن تتمسك بالوقار والسكينة وأن يكون هدفها من الزيارة الاتعاظ ونيل الثواب من الله تعالى فحسب.
• أن لا تخرج من دون إذن زوجها لها.

بماذا يشعر الميت حالة زيارة أحدهم له؟

• العلماء اختلفوا في مشاعر الميت مع زيارة أحد أصحابه أو أحد أقاربه له فالجمهور من العلماء حنابلة وشافعية، ومالكية يرون قدرة الميت في الاستشعار بمن يزوره ويدعو له واستدلوا على هذا بقول الرسول الكريم: إنّ الميّت إذا وُضع في قبره، إنّه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا، وفي روايةّ إذا وُضع في قبره وتولى عنهُ أصحابه.

• ولقد ذهب البعض من العلماء مع السيّدة عائشة، والبعض من الحنفية إلى أنّ الموتى لا يشعرون، ودليهم على هذا قول الله تبارك وتعالى بكتابه العزيز: إنّك لا تُسمع الموتى ولا تُسمع الصُمّ الدعاء إذا ولّوا مُدبرين، وقول الله تعالى: وما أنت بمُسمعٍ من في القبور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى